الفضة تلحق بالذهب وتقفز لأعلى مستوى في 15 عاماً.. فما هي المحركات؟

Oct 11, 2025 IDOPRESS

قمة تاريخية: سجل سعر الفضة الفوري أعلى مستوى له على الإطلاق عند 49.57 دولاراً للأونصة، وهو أعلى مستوى له منذ عام 2011، قبل أن يستقر فوق 49 دولاراً.

أداء سنوي استثنائي: ارتفع سعر الفضة بنسبة تقارب 70% منذ بداية العام، متجهاً نحو تسجيل أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 2010.

محركات مزدوجة: يستفيد المعدن الأبيض من عاملين رئيسيين: الطلب الاستثماري المتزايد عليه كـ "ملاذ آمن" رخيص مقارنة بالذهب، والطلب الصناعي الهائل من قطاعات التكنولوجيا والطاقة الشمسية.

نقص الإمدادات: يشهد سوق الفضة عجزاً هيكلياً للسنة الخامسة على التوالي، مع توقعات باستمرار تفوق الطلب على العرض، مما يوفر دعماً أساسياً قوياً للأسعار.

توقعات صعودية: يرى محللون أن سعر الفضة قد يصل إلى 55 دولاراً خلال الأشهر الستة المقبلة، وقد يتجاوز 60 دولاراً

في موجة صعود تاريخية، لحقت الفضة بركب الذهب محطمةً الأرقام القياسية، حيث قفز سعرها الفوري يوم أمس الأربعاء إلى أعلى مستوى له منذ 15 عاماً. ويأتي هذا الأداء الاستثنائي مدفوعاً بمزيج فريد من العوامل يجمع بين جاذبيتها كأصل استثماري في أوقات عدم اليقين، ودورها الحيوي الذي لا غنى عنه في الصناعات التكنولوجية المتقدمة.

محركات الصعود: من الملاذ الآمن إلى القلب الصناعي

لم يعد صعود الفضة مجرد ظل لارتفاعات الذهب. فبينما يستفيد كلا المعدنين من المخاطر الجيوسياسية، وضعف الدولار، وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، تتمتع الفضة بمحرك إضافي قوي يميزها:

الطلب الصناعي الهائل: يذهب ما يقارب نصف الطلب العالمي على الفضة إلى القطاعات الصناعية. وتعتبر الفضة مكوناً لا يمكن استبداله في العديد من التطبيقات بفضل قدرتها الفائقة على توصيل الكهرباء.

ويتركز هذا الطلب في قطاعات سريعة النمو مثل:

الطاقة الشمسية: يعد قطاع الخلايا الكهروضوئية المستهلك الأكبر والأسرع نمواً للفضة، حيث من المتوقع أن يستهلك حوالي 20% من إجمالي المعروض بحلول عام 2030.

الإلكترونيات وتقنية 5G: تدخل الفضة في صناعة الهواتف الذكية وأشباه الموصلات والبنية التحتية لشبكات الجيل الخامس.

السيارات الكهربائية: تلعب دوراً حيوياً في المكونات الإلكترونية للسيارات الكهربائية.

الطلب الاستثماري: مع تجاوز سعر الذهب حاجز 4,000 دولار، بدأ المستثمرون الأفراد والمؤسسات بالبحث عن بدائل أقل تكلفة. وهنا برزت الفضة كـ "رهان آمن" جذاب، مما أدى إلى تدفقات قوية نحو صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) المدعومة بالفضة.

عجز هيكلي في الإمدادات: يعاني سوق الفضة من عجز هيكلي للسنة الخامسة على التوالي، حيث يفوق الطلب العالمي حجم الإنتاج من المناجم. هذا النقص، إلى جانب انخفاض المخزونات في المراكز الرئيسية مثل بورصة لندن للمعادن (LBMA)، يخلق ضغطاً تصاعدياً على الأسعار.

توقعات المحللين

يرى المحللون أن الطريق لا يزال مفتوحاً أمام الفضة لمزيد من الصعود. حيث قال زين فوضى، المحلل في منصة "ماركت بالس"، إنه يتوقع وصول سعر الفضة إلى 55 دولاراً للأونصة خلال الأشهر الستة المقبلة، مدعوماً بالعجز في الإمدادات والطلب الصناعي.

من جانبه، توقع ماثيو بيغوت، من مؤسسة "ميتالز فوكس"، أن تواصل الفضة مسارها الصعودي بالتوازي مع الذهب، وأن تتجاوز مستوى 60 دولاراً في عام 2026.

كما بدأ المعدن الأبيض في تقليص الفجوة السعرية مع الذهب. فبعد أن كان المستثمرون يحتاجون إلى 105 أونصات من الفضة لشراء أونصة واحدة من الذهب في أبريل، انخفضت هذه النسبة الآن إلى حوالي 82 أونصة، مما يشير إلى أن أداء الفضة بدأ يتفوق نسبياً على أداء الذهب في الآونة الأخيرة.